أكد خطيب جمعة كربلاء خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة التي القيت في صحن الامام الحسين عليه السلام بإمامة السيد احمد الصافي في 18 / ذي الحجة / 1436هـ الموافق 2 / تشرين الأول / 2015م اكد على ضرورة توحيد الصف لمواجهة الإرهاب ومحاربة الفساد وتعزيز ثقافة حب الوطن. جاء فيها: اخوتي، اخواتي ... اعرض على مسامعكم الكريمة ثلاثة امور : الامر الاول : ان المعركة التي يخوضها العراق اليوم مع الارهابيين، ويستبسل فيها قواته المسلحة وابنائه المتطوعون والعشائر الغيارى هي كما قلنا سابقاً معركة مفصلية ومصيرية لجميع العراقيين ولكنها ليست هي معركتهم وحدهم بل معركة العالم كله لأن الارهابيين يستهدفون بفكرهم الظلامي وممارساتهم الاجرامية، الانسانية وحضارتها وقيمها، كما شاهد الجميع دلائل ذلك في مناطق مختلفة من العالم . ومن هنا ... فان من الضروري ان تتظافر الجهود والمساعي في مكافحة هذا الداء الوبيل، وان يتوسع نطاق التصدي له من كل الجهات التي تستشعر خطره على البشرية، ومن المهم جداً ان تتوحد المواقف في مواجهته ولاسيما المواقف الداخلية، لما له من اثر بالغ في شد ازر المقاتلين في الجبهات وهم يذودون عن حياض الوطن ويسترخصون الارواح في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات . نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكتب لهم النصر المؤزر في القريب العاجل بلطفه ومنّه وكرمه . الأمر الثاني : لا يوجد من ينكر الحاجة الماسة الى الإصلاح من المسؤولين وغيرهم، بل يكاد يتفق الجميع على ان هناك ضرورة له، ولكن المهم ان توضع خطة واضحة ومدروسة وعملية للإصلاح الحقيقي، ويتعاون الجميع في القيام بخطوات اكثر اهمية مما تم القيام بها في المرحلة السابقة، واهمها ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عما جرى خلال السنوات الماضية من ضياع مئات المليارات من اموال الشعب العراقي في مشاريع وهمية ومقاولات مبنية على المحاباة والفساد . ان الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، بملاحقة ومحاسبة من افسدوا وضيعوا اموال الشعب او استحوذوا عليها، فما لم يطبق القانون بحق هؤلاء وتسترجع منهم الاموال ويعاقبوا على جرائمهم بما يناسبها، فانه سيستمر الفساد ولن يرتدع الفاسدون عن ممارساتهم . ان الإصلاح كما ذكرنا من قبل، حاجة اساسية وجوهرية تتعلق بمستقبل هذا البلد، فلابد من بذل كافة الجهود لتحقيق الإصلاح الحقيقي والمضي فيه بلا تردد او استرخاء . الأمر الثالث : مع بدء الموسم الدراسي الجديد، نتمنى لأبنائنا الطلبة وفي جميع المراحل الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية ونود هنا ان نوضح بعض الامور : ان هناك مسؤولية واضحة تقع على عاتق ابنائنا الطلبة، وهي ان يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل تحصيل العلوم وتطوير الملكات الاخلاقية الفاضلة بما يحقق لهم ولبلدهم مستقبلا ً زاهراً ، فانهم اليوم على مقاعد الدراسة وغداً على مقاعد مسؤولية خدمة لبلدهم محققين بذلك آمال ورجاء اهاليهم وبلدهم . على الجهات المعنية، ان توفر كل الوسائل المتاحة التي من شأنها ان تنهض بالمستوى العلمي والاخلاقي الى الامام سواء في البنى التحتية للمدارس والجامعات او التأكيد على كفاءة المدرس العلمية بل والاهتمام بالمؤسسة التعليمية على اختلاف مستوياتها، وتذليل العقبات امامها، وايجاد الفرص المناسبة لتطويرها . التأكيد على ثقافة حب الوطن والاهتمام به، ولابد من وضع واستحداث مناهج واضحة تعزز هذا الجانب في نفوس ابنائنا الطلبة بدءاً من رياض الاطفال، وتثقيفهم على حرمة المال العام وان السرقة من اموال الحكومة كالسرقة من اموال الناس قبيح وحرام، وانتهاءا الى المراحل النهائية في الجامعات، مع ملاحظة توطيد العلاقة بين الطالب ووطنه من خلال المحاضرات التي يلقيها الاساتذة الافاضل لما لهذا الموضوع من اثر فعّال في تمسك الطلاب بوطنهم، والحفاظ عليه بل والدفاع عنه، ولقد لمسنا في العطلة الصيفية المنصرمة الهمّة الكبيرة لأبنائنا الطلبة في الاستفادة من بعض البرامج الثقافية والعسكرية التي كانت تتمحور حول بناء الوطن والدفاع عنه . ويمكن للأساتذة الافاضل ان يذكروا القصص الرائعة لأبنائنا في القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر، وانهم كيف يبذلون الغالي والنفيس، الارواح والاموال، في سبيل كرامة الوطن والدفاع عنه . ارانا الله تعالى واياكم وطناً آمناً مطمئناً بعيد كل البعد عن الارهابيين ، ومكّن اخوتنا اينما كانوا من القضاء على المفسدين والارهابيين ... انه مجيب الدعاء . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .