ولدت فكرة استحداث قسم الهدايا والنذور في العتبة الحسينية المقدسة تلبية لرغبات الزائرين الكرام ممن يرغب منهم في الإيفاء بنذره وفقا للتخصيص الشرعي الذي يحدده سلفا كهدية مثلا أو نذر او تبرع وغير ذلك من الموارد ، أذ كان في السابق يضطر الزائر أي يضع نذره في الشباك الشريف وبالتالي احتمالية خلطها بغير ما قصده من تخصيص ، مما حدا بنا لاستحداث هذا القسم ومن خلاله تخصيص منافذ التسليم العديدة بعناوين النذر مرة والهدية في أخرى والتبرع في ثالثة و ..... الخ . بهذه الكلمات أستهل وكيل قسم الهدايا والنذور الأستاذ مجاهد مهدي القرعاوي حديثه عن قسمه والذي خص به الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة . وفي سياق حديثه عن متضمنات قسم الهدايا والنذور وهيكلته الإدارية قال القرعاوي : " بخصوص الشُعب التي يتكون منها هذا القسم فهي ثلاث شعب الاولى منها بعنوان شعبة استلام الهدايا والتي يعمل فيها كادر متخصص في اعمال استلام وتسليم الممنوحات وفقا لآليات دقيقة تعتمد تحرير وصل باستلام ما يسلمه الزائر بقسميه النقدي (جميع العملات النقدية والمخشلات الذهبية والفضية) والعيني (كالسجاد والأجهزة الكهربائية والإلكترونية وغير ذلك) ، في حين عملت الشعبة الثانية بعنوان شعبة التوثيق المالي والمسؤولة بدورها عن تثبيت وادخال بيانات جميع الممنوحات الواردة للقسم (النقدية منها والعينية) الى الحاسوب ومعالجتها رقميا وفق التخصيصات الشرعية التي خصصت من أجلها بالاعتماد على نسخة المستندات الظلية (المكربنة)، لترحل بعد ذلك الهدايا العينية وبشكل يومي الى مخازن العتبة الحسينية المقدسة في حين ترحل النقدية منها بشكل شهري من خلال حسابات دقيقة وميزان مراجعة لتمهر بعد ذلك بموافقة موافقة الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة على تحويل ما كان منها عملات أجنبية إلى العملة المحلية ( الدينار العراقي ) لترحل بعد ذلك الى قسم الشؤون المالية لتصرف وفق ما خصصت لأجله ، أما الشعبة الثالثة فهي شعبة المفقودات وإعانة الزائرين والمسؤولة بدورها عن استلام المواد التي يفقدها الزائر الكريم سواء كانت أموالا أو مستمسكات رسمية أو أية مادة أخرى، اثناء تأديتهم الزيارة ليتم تثبتها بدقة وتفصيل في سجلات رسمية معدة لهذا الغرض ثم تبوب بيانيا في انظمة حسابية ومحاسبية خاصة لهذا الغرض، ليسمح وفقا لهذه الآلية ارجاعها لأصحابها الشرعيين اثناء مسائلتهم عنها لتسلم له ـ بعد ذكره لتفاصيلها الدقيقة ـ بمحضر استلام وتسليم رسمي أعد لهذا الغرض ، وأما بخصوص المستمسكات الرسمية فعند مرور فترة تزيد عن الثلاثة أشهر على فقدانها وعدم مراجعة أصحابها لاستلامها فإنها تسلَّم للجهة الصادرة منها، اما الهدايا النفيسة الممنوحة للمتحف او الحرم فيكون التعامل معها فبعد اخذ الموافقات الشرعية من المرجعية الدينية في النجف الاشرف ليتم بيع البسيط منها وتحول اموالها الى مشاريع تعمير الحرم المقدس في حين تحول الثمينة منها الى مخازن خاصة بذلك " . وعن أعداد المتبرعين بين القرعاوي : "إن اعداد الزائرين المتبرعين يوميا يتراوح بين (300 – 350) متبرع من مختلف الجنسيات الوافدة لزيارة مرقد سيد الشهداء (عليه السلام) . وتنظيميا وبغية الأرقاء بآليات العمل واعتماد السرعة والدقة فيه وتسهيل تبرع المتبرعين من خارج البلاد ، اشار القرعاوي الى نية قسم الهدايا والنذور فتح حساب مركزي ( الالكتروني ) للتواصل مع المؤمنين في جميع دول العالم تسهيلا على المتبرع بإيصال تبرعاته الى مَنشدها من خلال التحويل المالي وتحديد نوع التبرع، مع المداومة على الآليات المعتمدة حاليا والمتمثلة بالتسليم المباشر (يد بيد) . كما بين القرعاوي عن نيته في فتح باب الاستثمار قدر تعلق الأمر بالهدايا ، فضلا عن فتح مراكز اخرى في حرم الامام الحسين (عليه السلام) علاوة على المركزين الموجدين حاليا ( الأول داخل الحرم من جهة باب التل الزينبي ، والاخر خارج الحرم في بداية شارع الشهداء)، إذ أن زيادة عدد مراكز الاستلام سيسهل على الزائر تسليم هداياه ونذوره وتبرعاته بكل يسر وانسيابية . كما اكد القرعاوي قائلا : " وكدلالة على قبول الهدية والنذر والتبرع وبغية شد المتبرع لقداسة المكان والمكين (كربلاء المقدسة والضريح المقدس للمولى الشهيد ) يكافئ المتبرع بمكافئة معنوية كـخاتم صنع فصه من مرمر ارضية المرقد الشريف الذي بلغ عمره سبعون سنة، او راية الامام الحسين عليه السلام الموجودة في القبة الثانوية " . أحمد القاضي