دعت المرجعية الدينية العليا المسؤولين الى تحري الدقة في اختيار القيادات الأمنية،محذرة من تكرار ما حدث في محافظة نينوى، مطالبة بضرورة الاعتماد على النفس في توفير ما تحتاجه المعركة. وقال ممثل المرجعية في كربلاء السيد أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية اليوم 19/رجب/1436هـ الموافق 8/5/2015م \"ان القدرات التي تتوفر للدولة في معركتها الحالية ضد الارهابيين لابد ان تستثمر بشكل فعّال وفي جميع المجالات وعلى نحو الخصوص الامور التالية: 1- ان يتحرى المسؤولون الدقّة في اختيار العناصر القيادية لإشغال المواقع المهمة التي تتمتع بالحس الوطني والكفاءة العالية وان يؤمن بطبيعة المعركة وانها معركة للدفاع عن هذا البلد من شرور الارهابيين، اذ ان المسؤول وفي أي موقع لابد ان يؤمن ايماناً حقيقياً بأحقية معركته حتى يقاتل بشجاعة وبسالة بل يطور قابلياته وقابليات من معه لتحقيق النصر ان شاء الله، ومن الطبيعي في هذه الظروف لابد ان يتشكل فريق من اهل الخبرة والدراية لاختيار القيادات العسكرية في مواقعها المهمة حتى يكون القرار سليماً وان لا يتسلل الى المواقع الحساسة من لا يكون بمستوى المسؤولية خصوصاً وانما ما حدث في محافظتنا العزيزة نينوى وكان ما كان من تداعيات لابد ان تكون ماثلة بتجربتها امام الاخوة المسؤولين والاستفادة منها اذ ان الدماء عزيزة ولابد ان تُبذل قصارى الجهود للحفاظ عليها. 2- سبق وذكرنا ونعيد الآن انه لابد من الاعتماد على العقول العراقية التي لها خبرة في صناعة الاسلحة والاعتدة وتنشيط هذه الخبرات وتوفير الاجواء لها وتسخير الامكانات المتاحة واتخاذ قرار وجريء وسريع بذلك فالاعتماد على انفسنا في توفير ما يتيسر من الوسائل الضرورية للدفاع عن بلدنا هو جزء من الامن العسكري الذي لابد ان يتوفر. 3- التعامل مع المعلومة الاستخباراتية بجدّية ومتابعتها وترتيب الاثر عليها فكم من معلومة كانت صحيحة لم يُعتنى بها كانت لها نتائج وخيمة، نعم، لابد من ملاحظة امرين: أ- اختيار العناصر الجيدة والمهنية والصادقة للعمل الاستخباراتي. ب- توحيد الجهد الاستخباراتي وتوظيفه بشكل منهجي دقيق حتى تستفيد منه الجهات المسؤولة. ودعا السيد احمد الصافي خلال خطبته من الصحن الحسيني الشريف وحضرته وكالة نون الخبرية الحكومة والعوائل الميسورة الى رعاية عوائل الشهداء وتوفير حياة كريمة وخاصة فرص التعليم بقوله \"لقد اُريقت دماء عزيزة علينا من اجل الحفاظ على بلدنا وفاز من فاز بالشهادة التي لا يتوفق لها كُلّ احد، وهذه مرتبة كبيرة نالها الشهداء السعداء، ولابد لنا ان نحافظ على كل مكتسب حققه هؤلاء الشهداء فالاهتمام بعوائلهم الكريمة وباولادهم وتوفير الامور الضرورية لهم هو من الوفاء لهم. واضاف \"اننا ندعو المؤسسات الحكومية للقيام بواجبها تجاه العوائل الكريمة كما ندعو الاخوة الميسورين والجهات غير الرسمية الى الاهتمام والرعاية لهم فان الغالب من هؤلاء السعداء قد خلّفوا اولادً صغاراً ولاشك ان هؤلاء الصغار سيفخرون بآبائهم الشهداء كما نفخر بهم ويفخر بهم بلدهم، وعلى الاخوة ان يوفّروا حياة كريمة لهؤلاء خصوصاً فرص التعليم والدراسة فالحذار الحذار ان يترك هؤلاء الصغار دراستهم بسبب العوز المادي لا سمح الله، بل لابد ان يكون هؤلاء الصغار في ضمن اولوياتنا جميعاً وان يواصلوا الدراسة ويحصلوا على المراتب العالية دائماً فابن الشهيد لابد ان يكون متفوقاً.،وعلى الامهات الكريمات والزوجات الفاضلات ان يصبرن ويتوجهن لتربية الابناء والبنات التربية الصالحة فإن هؤلاء هم ذخيرتنا. ودعت المرجعية الدينية العليا الى تضافر الجهود والاستعانة بالكوادر العلمية لانتشال العراق من الفقر الزراعي بقوله \"ان العراق يتمتع بكل العوامل المتاحة لأن يكون من الدول الزراعية المتقدمة ولعل الامن الغذائي من المسائل المهمة التي تسعى اليها الدول ورغم تأكيدنا على ذلك في اكثر من مناسبة الا انه لا نرى في الافق الا محاولات متواضعة للنهوض بالواقع الزراعي.. واضاف السيد احمد الصافي \"لسنا بصدد بيان موقعية العراق في الجانب الزراعي بل المطالبة بالاسراع في تنفيذ الخطط الزراعية واثارة همم الاخوة المسؤولين عن استثمار هذه الثروة التي لا تنضب، فعندما نسمع او نرى ان نسبة صادرات دول لا تملك من الامكانات ما يملكه العراق من المنتجات الزراعية والخضار والمحاصيل فان ذلك يثير الاستغراب وفي نفس الوقت يحمّل الاخوة المسؤولية للقيام بما يلزم القيام به وخصوصا ان نسبة صادرات تلك الدول الى العراق هي نسبة كبيرة جداً بل ان العراق يحتل المرتبة الثانية في صادرات تلك الدول له فإن ذلك عندما نسمع به.\" ودعا الصافي الى تضافر الجهود والاستعانة بالكوادر العلمية لانتشال العراق من الفقر الزراعي ولاشك ان ذلك سيوّفر امناً غذائياً لبلدنا ويفتح آفاق الصناعة الغذائية ايضاً. مبينا ان المرجعية تتظر خطوات جديّة من المعنيين بهذا الأمر..داعيا الله عز وجل ان يرزف العراقيين الامن الاجتماعي والعسكري والغذائي ورزقنا الله تعالى الاستقرار في هذا البلد.