لخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة السيد احمد الصافي في 20/جمادي الاخر/1436هـ الموافق 10/4/2015م : اخوتي الاعزاء اخواتي الفاضلات اعرض على حضراتكم الكريمة أمرين : الأمر الاول : ان التطورات الامنية الاخيرة الايجابية لم تكن لتحصل لولا همّة وشجاعة واخلاص الاخوة الحريصين على البلد من القوات المسلحة والمتطوعين والعشائر الذين بذلوا جهداً كبيراً من اجل استعادة الاراضي المغتصبة التي كانت تسيطر عليها الجماعات الارهابية. وهنا لابد من الاشارة الى مسألة مهمة الا وهي ان هؤلاء الاخوة الذين فعلوا ما فعلوا من اجل الحفاظ على العراق كل العراق وارخصوا دمائهم الزكية الغالية وزادوا من عدد الشهداء الذين سقوا هذه الارض ونحن اليوم نعيش ذكرى الخلاص من الدكتاتورية البغيضة بعد ان اُريقت على مذابح الحرية الدماء الكثيرة وخلّفوا ورائهم عوائل تفخر بهم كما نفخر بهم ايضاً .. ان هؤلاء جاءت بهم محبتهم لبلدهم ولمقدساتهم وقاتلوا ولا زالوا عن بصيرة ومعرفة ملبين نداء الدين والوطن ومدافعين عن حياضه لا فرق بين انتماءاتهم ولا بين دمائهم بل حملوا ارواحهم على أكفهّم وراحوا يتسابقون في ساحات الجهاد وكم سمعنا من بعضهم ان امنيته ان يرزق الشهادة وهو في ريعان شبابه تاركاً الدنيا وملذاتها مودّعاً شبابه مستثمراً طاقاته من اجل رفعة هذا البلد ولا زالت هذه الهمم كما كانت.. وعليه فلابد ان تتخذ اجراءات من قبل الدولة للحفاظ على هذا الرصيد البشري الكريم والكبير ومن هذه الاجراءات : 1- الاسراع في تنظيم امور الشهداء والجرحى وتهيئة جميع اللوازم للحفاظ على حقوقهم. 2- الاهتمام بالمقاتلين فعلاً في ساحات القتال ومراكز التدريب وتوزيع مستحقاتهم بصورة منظمة وكاملة فان بعضهم رغم صعوبة اوضاعهم لا زالوا يقاتلون ولم يستلموا مستحقاتهم منذ اكثر من 8 اشهر الا مرة او مرتين وان اعدادهم ليست بالقليلة وهذا الموضوع ذكرناه سابقاً ولكن لم نلمس اجراءات جديّة بل ان بعض الجهات ان تحول المسؤولية عنها الى غيرها والاخرى كذلك والنتيجة ان المقاتلين لا زالوا بين الوعود.. 3- الاهتمام بالمقاتلين من جهة توفير المستلزمات الضرورية الطبية الميدانية بالتعاون مع الاجهزة المختصة واسعاف جرحاهم بصورة سريعة فان بعد المسافة بين الاصابة والعلاج قد يستغرق وقتاً ربما يؤدي الى وفاة لا سامح الله. 4- توفير كل ما تحتاجه المعركة من اسلحة واعتدة بالمقدار الكافي مع تأكيدنا على ضرورة تصنيع ما يمكن تصنيعه وبالاستفادة من الخبراء المحليين في هذا المجال. الأمر الثاني : هناك معلومات تشير الى شحة المياه في بعض المناطق الزراعية او الموجودة فيها الثروة الحيوانية وسواء كانت هذه المعلومات دقيقة ام لا فإن الاهتمام بمصادر المياه من الاولويات التي يجب ان تُراعى ولابد من وضع سياسة مائية على نحوين : الأول : هو الحل الآني والمرحلي وهذا يستلزم بذل جهود ميدانية كبيرة في مواقع الازمة . الثاني : هو الحل الاستراتيجي والتخطيط المستقبلي وخلال السنوات الماضية لم نر أي مشروع يتناسب مع حجم المشكلة مع ان تشخيص هذه المشكلة ليس غائباً عن اذهان اكثر المسؤولين .. نعتقد ان وضع سياسة مائية واضحة وبناء بعض السدود لخزن الماء وقت الحاجة والاستفادة منها ايضاً في توفير مصادر الطاقة او بناء نواظم تحدد طريقة الارواء بعيداً عن الهدر الكبير في الاستخدام العشوائي نعتقد ان ذلك هو الكفيل لإيجاد الحلول الجذرية لهذه المشكلة التي يمكن ان تشكّل خطراً حقيقياً على البلاد لا سمح الله. نسأله تعالى ان يحفظ بلادنا وان يجنبنا شر الاعادي وان الله تعالى يرينا في هذا البلد كل خير ورفعة وان يرينا في اعدائنا كل ذلّة وهوانا وان الله تعالى كما قال : (لا يحيط المكر السيء الا بأهله).. اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين جميعاً من كيد الكائدين بحق محمد واله الطيبين الطاهرين..