السبت ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 28/جمادي الاول/1436 هـ الموافق 20/3/2015 م :


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1475

الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في 28/جمادي الاول/1436 هـ الموافق 20/3/2015 م : الأمر الأول : في المدة الاخيرة تحققت انتصارات مهمة للقوات المسلحة والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين والعشائر العراقية الاصيلة في محافظتي صلاح الدين والانبار، ونحن اذ نقدر عالياً جهود جميع من ساهموا فيها ونترحم على شهدائهم الابطال وندعو لجرحاهم بالشفاء والعافية نأمل ان تتواصل هذه الانتصارات في الايام القادمة بمشاركة اكبر واوسع من ابناء هاتين المحافظتين فإنهم الاكثر تضرراً من سيطرة الارهابيين على مناطقهم فيجدر ان تكون لهم المساهمة الاكبر في تحرير هذه المناطق. والملاحظ ان بعض الجهات تحاول اضعاف معنويات المقاتلين في الجبهات وزرع القلق والتوجس في نفوسهم والتشكيك في صحة اجراءاتهم وخططهم و إعطاء صورة غير واقعية ومبالغ فيها عن قدرات اعدائهم، والمأمول من هؤلاء الابطال عدم الاعتناء بهذه المحاولات والتوكل على الله عزوجل في جميع خطواتهم مع توخي قياداتهم المزيد من المهنية والتخطيط العسكري الصحيح في التقدم لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة عصابات داعش الاجرامية، قال الله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) – سورة آل عمران-. ونكرر هنا ما اوصينا به من قبل من انه ينبغي ان تتوحد جميع الاطراف المشاركة في مقاتلة الارهابيين تحت راية العراق ولا ترفع راياتها الخاصة بها لئلا يتسبب ذلك في اثارة بعض الهواجس والمخاوف، كما ننبه على تأكيد سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني – دام ظله- بأنه لا يرضى ابداً برفع صوره في جبهات القتال والاماكن المحررة فعلى جميع محبيه رعاية ذلك. الأمر الثاني : ان الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وما تشهده جبهات القتال مع الارهابيين من تضحيات مقاتلينا الابطال من ابناء القوات المسلحة والمتطوعين تقتضي تلاحم الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الامكانات لهذه المعركة المصيرية بالاضافة الى رعاية النازحين وذوي الشهداء و عوائل المقاتلين في الجبهات، ولكن تصل بين الحين والاخر اخبار مؤسفة عن وقوع التناحر والقتال بين بعض العشائر في بعض مناطق العراق تذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى وهو امر يبعث على الالم والاسى ويدل على عدم شعور المتورطين في ذلك بالمسؤولية الوطنية والشرعية واسترخاصهم لدماء المواطنين الابرياء لأسباب تافهة وغير مقبولة. ان على مؤسسات الدولة المعنية التدخل الحازم لإيقاف هذه المصادمات و تقديم المتسببين فيها الى العدالة – ونهيب ايضاً بأصحاب الحكمة والعقل من الوجوه الدينية والاجتماعية في تلك المناطق بذل كل ما في وسعهم لإيقاف هذه المصادمات العبثية. الأمر الثالث : ما تزال تتردد شكاوى الطلبة المبتعثين للدراسات العليا في الخارج من تقليص مخصصاتهم المالية بالحد الذي يؤثر بصورة جدّية على امكانية تكميلهم لمهمتهم الدراسية. وقد سبق الطلب من الحكومة وبالذات وزارة التعليم العالي ان تضع حلا ً لهذه المشكلة بأية صورة ممكنة ونؤكد اليوم ايضاً على ذلك لأنه يتعلق بمستقبل الالاف من اعزائنا الطلبة الذين يقع على عواتقهم بناء مستقبل هذا البلد فلا يصح التهاون بحل مشكلتهم. وهناك امر اخر يتعلق بالوضع التعليمي والتربوي في الجامعات فقد اشتكى عدد من رؤساء الجامعات واساتذتها من تنامي بعض الظواهر غير المناسبة للوسط الجامعي بل تمثل خروجاً عن آداب وتقاليد الجامعات العراقية الرصينة. اننا نوجه خطابنا لابنائنا الطلبة الاعزاء بأنهم الجيل الذي ينتظره الشعب العراقي لبناء مستقبله فعليهم احترام ادارات المعاهد العلمية والجامعات والالتزام بتوجيهاتها التربوية في الحرم الجامعي كما نوصي جميع المعنيين من مسؤولين وتدريسيين مراعاة الضوابط التي تحفظ للحرم الجامعي سيادة العلم والالتزام بالآداب العامة وعدم استغلاله من قبل البعض لتحقيق مآرب شخصية او حزبية او سياسية.