السبت ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه يدعوا الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين ان يهتموا اهتماماً بالغاً بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين .


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1480

دعى ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه خطيب وإمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في (13/جمادى الاخرة /1436هـ الموافق 03 /04 /2015م ) الى عدة أمور نوردها فيما يلي :- أضافت قواتنا المسلحة ومن يساندها من المتطوعين ومن ابناء العشائر الاصيلة من محافظة صلاح الدين ولاسيما ابناء مدينة تكريت .. اضافوا جميعاً نصراً مميزاً آخر الى سجل الانتصارات العراقية بتحريرهم لهذه المدينة المهمة من دنس الارهاب الداعشي. واننا اذ نبارك للشعب العراقي وقواته المسلحة ملاحم التضحية والشجاعة والبطولة التي سطروها في هذه المعركة المتميزة ونرفعُ اكفّ الدعاء الى الله العلي القدير للشهداء الكرام بالرحمة والرضوان وللجرحى الاعزاء بالشفاء والعافية – نقول : إنه قد قيل الكثير عما قامت به عصابات داعش في هذه المدينة قبل تحريرها من تفخيخ المنازل والمباني والطرقات وحفر الخنادق والتلال الوهمية وغير ذلك مما اعتبرها البعض انها خارج حساب الخطط العسكرية العراقية وتؤخر تقدم القوات لتحرير المدينة الى امد غير قصير، ولكن تبيّن انّ الخطط العسكرية قد استوعبت كُلَّ هذه المعوقات الميدانية.. معتمدة بالدرجة الاساس على الارادة الصلبة والشجاعة الفائقة للمقاتلين الابطال الذين وثِقُوا بأنفسهم وبقدراتهم واعتمدوا على الله تبارك وتعالى فحققوا هذا الانتصار الرائع. ونقول – انه ليس من الصعوبة على قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين من الحشد الشعبي وابناء المناطق المتبقية تحت سيطرة داعش ان يحققوا انتصارات مماثلة لِما حصل في مدينة تكريت وينجحوا في تحرير بقية المناطق اذا عقدوا العزمَ على ذلك ووفروا مستلزمات المنازلةِ من كافة الجوانب، وفي هذا الصدد نشير الى ما يلي : 1- ضرورة التوكل على الله تعالى والثقة بقدرات مقاتلينا ووضع الخطط العسكرية المناسبة المبنية على مشاركة ابناء العشائر الوطنية الاصيلة والمواطنين الغيارى في هذه المناطق في عمليات التحرير، ولا ينبغي – بعد ذلك- الاهتمام بما تهوّله بعضُ الجهات من تضخيم قدرات العدو ودفاعاته، فقد اثبتت معارك تحرير تكريت وجرف الصخر وبلد خواء هذه التنظيمات وضعفها امام ايمان واصرار العراقيين على تحرير اراضيهم والدفاع عن اعراضهم ومقدساتهم. 2- ان المعركة مع عصابات داعش يكتنفها العديدُ من التعقيدات في الساحة الاقليمية والدولية وتتقاطع بشأنها مصالح اطراف مختلفة، ويحاول البعض توظيف هذه المعركة لتحقيق اجندة خاصة ومصالح سياسية مستقبلية في العراق والمنطقة، وعلى جميع الاطراف العراقية من مختلف الاتجاهات والتوجيهات ان تنظر الى هذه المعركة بعين المصلحة الوطنية العليا للعراق بعيداً عن اجندة ومصالح الاخرين إلاّ بقدر ما يرتبط وينسجم مع مصالح العراقيين. ان القوى السياسية يجب ان تدرك اهمية اجتماعهم على رؤية موحدة تحت راية العراق وتحقيقاً لمصالح شعبه في الخلاص النهائي من داعش وغير داعش من المآسي التي يعاني منها بلدهم. 3- ان المطلوب من الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين ان يهتموا اهتماماً بالغاً بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها ولا يسمحوا لأي كان بالتعدي عليها، ان هذا الامر بالاضافة الى كونه واجباً دينياً ووطنياً واخلاقياً مما له دور مهم في ترغيب مَن لَم يقرروا بعدُ المشاركة في تحرير مناطقهم ان يقرروا المشاركة فيه، وهذا مكسبٌ مهمٌ للجميع. 4- نؤكد مرة اخرى على ضرورة الاهتمام بالمتطوعين وصرف رواتب من تأخرت رواتبهم لعدة شهور، وايضاً دعم العشائر الاصيلة ممن يوثق بمواقفهم الوطنية وغيرتهم على اراضيهم ومدنهم.. دعمَهم بكل ما يمكن من سلاح وعتاد ومؤنة ليشاركوا بفاعلية في عملية تحرير مناطقهم، فإن لذلك دوراً اساسياً في تحقيق ما يهدفُ اليه الجميع من عودة الامن والاستقرار الى هذه المناطق بعد تخليصها من عصابات داعش. 5- بدأت مجالس المحافظات والحكومات المحلية وبعض منظمات المجتمع المدني بوضع خطط للاهتمام بعوائل الشهداء من تخصيص الاراضي وبناء دور السكنية لهم – فجزاهم الله تعالى خيرا- والمأمول استكمال ذلك من قبل الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية للمحافظات ومجالسها بالاسراع بصرف الرواتب لعوائل الشهداء وتسريع الاجراءات الرسمية لإنجاز معاملاتهم ووضع خطط لرعاية اولادهم الرعاية التعليمية والصحية والاجتماعية والنفسية وتوفير فرص العيش الكريم لهم بوضع قوانين خاصة لذلك. فإن هؤلاء الشهداء وفروا بدمائهم الزكية الحياة الحرة َ الكريمة لنا وللاجيال القادمة فلهم حقوقٌ عظيمة علينا جميعاً وواجبنا الوفاء لهم، كما يلزم العناية التامة بالجرحى، فليس من الانصاف ان يعاني الجريح ولا يجدُ من يهتمُ بعلاجه ولا سيما اذا كانت تكاليفهُ باهظة، ولابد ايضاً من العناية الخاصة بالجرحى المعاقين الذين قد اعاقتهم جراحاتهم عن ممارسة الحياة الطبيعية ليشعروا بقيمة تضحياتهم وايثارهم لبلدهم وشعبهم على انفسهم.