في دعوة من صحيفة بريطانية (هافينتجتون بوست)ناشدت العالم بإدراج زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) ضمن موسوعة( غينيس القياسية) من خلال أكبر تجمع سلمي في مكان واحد وأكبر تجمع بشري من مختلف الجنسيات في مكان واحد، وأطول سفرة طعام تجاوز طولها( 700 ) كيلو متر مجاناً ولمدة لا تتجاوز الأسبوعين ولثلاث وجبات طعام بأنواعه المختلفة، وعدد الذين شاركوا في هذا الاجتماع عند الإمام الحسين(عليه السلام) حسب الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية في مدة لا تزيد عن( 15 ) يوماً (26 )مليون نسمة من المؤمنين والمسلمين من مختلف بقاع العالم ...هذه الأعداد البشرية الهائلة جاءت إلى كربلاء عند مرقد وضريح الإمام الحسين(عليه السلام) لكي تلبي نداء الحسين الذي أطلقه في يوم عاشوراء سنة 61 هجرية في انتفاضته المباركة ضد الظلم والجبروت الأموي المتمثل بيزيد الخليفة الأموي الذي اشتهر بالفساد والفسق والفجور. في أربعينيته المباركة ورجوع الركب المحمدي من الأسر إلى كربلاء حيث اجتمعت عائلة الحسين المتبقية بعد الواقعة الأليمة، والموالون لآل محمد وأبرزهم الصحابي الجليل (جابر بن عبد الله الأنصاري) الذي حضر إلى كربلاء معزياً وملبياً نداء أبي الأحرار الذي أطلقه الحسين (عليه السلام): (هل من ناصر ينصرنا أهل البيت ، هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله...) منذ ذلك الوقت إلى اليوم تجتمع في كل عام في هذه البقعة المباركة في كربلاء الإمام الحسين ملايين الزائرين ملبيّن النداء الحسيني ويقولون في استجابتهم للنداء (لبيك يا حسين ) ، ويبكون ويستذكرون مواقف الحسين الشهيد من أعداءه الذين قتلوه وأهل بيته وأصحابه في أرض الطف من دون ذنب سوى حقدهم الكبير على ابن صاحب الرسالة ومحاولتهم إزالة دعائم الإسلام وتطبيقاتها ، بغياً منهم وكفراً ، ويقوم الزوّار إلى الإمام الحسين (عليه السلام) الذين يأتون إلى الزيارة مشياً على الأقدام معبرين عن حزنهم الكبير عن الواقعة الأليمة وتأسياً بآل البيت الذين حضروا إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) مشياً على الأقدام، إن الذين يستنكرون المشي إلى زيارة الحسين وإعطاء الولاء المطلق له بعد الزيارة نقول : إن الإمام الحسين(عليه السلام) خرج وجاهد واقفاً بوجه الذين خرجوا عن الدين أفواجاً ولم يبق في عصره النزر اليسير من الذين تمسكوا بمذهب آل البيت وبقوا محافظين على بيضة الإسلام، هذا وإن شعار الإمام الحسين كان إصلاحياً للنظام الفاسد آنذاك :( ما خرجت أشرًا ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ...) هذا الحكمة الآن تنشدها المنظمات العالمية لحقوق الإنسان وكل إنسان أياً كان دينه أو مذهبه. نرى الفرقة الوهابية بأشكالها المختلفة من قاعدة أو (داعش) أو غيرها من المسمّيات التي ترتبط بمفهوم واحد وهو إلغاء الآخر مسلماً أو غيره وتدّعي الإسلام والإسلام بقرآنه ونبيه لعن الذين يفرقون وحدة المسلمين إذ قال القرآن الكريم :(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...) والعالم الآن بكل توجهاته وآيدولوجياته ينظر إلى الإمام الحسين(عليه السلام) بأنه نبراس يهتدي به الأحرار لبناء مجتمع إنساني بعيد عن الطائفية البغيضة والتمييز العنصري الذي يوجد الآن في كل العالم والذي حاربه الإمام الحسين(عليه السلام) وقاتل من أجل إزالته والسعي لإثبات مبادئ دينه الذي ارتضاها الله له. حسين آل جعفر الحسيني