السبت ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

القبائل العراقية بشيوخها وشبابها ونسائها يحيون ذكرى دفن شهداء الطف في صحراء كربلاء


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1546

شهدت العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية يوم الجمعة 7/11/2014 الثالث عشر من محرم الحرام 1436 ذكرى دفن الجسد الطاهر لشهيد الطف الإمام الحسين (عليه السلام) والأجساد الطاهرة من أصحابه وال بيته النجباء سلام الله عليهم أجمعين توافد المواكب الحسينية للقبائل العراقية من مختلف المحافظات لإحياء هذه الذكرى الأليمة تتقدمها عشيرة بني أسد. وقال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة السيد (أفضل الشامي): إن التنسيق العالي بين عتبات كربلاء المقدسة والأجهزة الأمنية في المدينة أثمر عن نجاح مراسيم إحياء اليوم الثالث لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) من دون حدوث أي خرق امني، مضيفا ان تدفق المعزين استمر من بعد صلاة الظهرين ولمدة ثلاث ساعات حيث وفدت النساء المعزيات للسيدة زينب في موكب مهيب ممتلئ بالوجع والالم ومن ثم جاءت مواكب العشائر العراقية. فيما أكد رئيس قسم الشعائر الحسينية رياض نعمة السلمان لموقعنا: إن هذا العزاء يعتبر من العزاءات التاريخية التي تقوم بها نساء قبيلة بني أسد وتساندها نسوة القبائل العربية الأخرى التي تقطن محافظة كربلاء المقدسة،مبينا ان هذا اليوم شهد مسير أكثر (50) موكبا للعشائر العربية في كربلاء انطلق أولها بعد صلاة الظهر ابتداء من منطقة حي الاصلاح مقابل مرقد السيد جودة (2.5كم) عن مركز المدينة مرورا بشارع قبلة الامام الحسين (عليه السلام) دخولا للصحن الحسيني الشريف ثم الى منطقة بين الحرمين وانتهت في الصحن العباسي الشريف. من جهته قال المؤرخ سعيد رشيد زميزم: إن كتب التاريخ دونت حادثة دفن الجثث الطاهرة في يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام عام 61 هـ من قبل بني اسد مع الامام السجاد عليه السلام الذي كان حضوره يوم الدفن معجزة الهية فقد جاء من الكوفه الى كربلاء لدفن الجثث الطاهرة وهذا ليس غريب على اهل البيت عليهم السلام لانه امر اعجازي بما منّ الله به عليهم من الكرامات والمعجزات وبعد ان تم دفن الجثث اخذ محبوا اهل البيت يقيمون مراسيم الحزن بهذه المناسبة العظيمة. هذا وقد اشار زميزم الى ان تاريخ مواكب العزاء في يوم الدفن يرجع الى مطلع القرن العشرين والتي بادر السيد جوده وهو معروف من وجهاء كربلاء من اسرة علويه كريمه بالتأسيس الاول لهذه المراسيم حيث قام بجمع العشائر الموجودة في كربلاء ونزولها على شكل مواكب تتقدمها عشيرة بني اسد واستمرت هذه العشائر حتى عام 1970 حيث بدا التضييق عليها من قبل النظام البائد وانتهت بشكل كامل وبعد سقوط النظام عام 2003 رجعت هذه المواكب تسير وتبايع الامام الحسين عليه السلام على ما كانت عليه في القدم. وبين الشيخ (عباس الاسدي ) احد شيوخ العشائر المشاركة في العزاء: اليوم جئنا الى مواساة الامام زين العابدين والسيدة زينب عليهما السلام في هذا اليوم ذكرى دفن الأجساد الطاهرة في يوم الثالث عشر من محرم الحرام حيث قدٍمنا لاحياء هذه الشعيرة امتدادا الى ما قام به آبائنا وأجدادنا على مر العصور التاريخية قادمين سيرا على الاقدام حيث ننطلق بمواكب عزاء من منطقة سيد جودة الى مرقد الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام وعبر الشيخ (رياض شاطي التميمي) باسم قبيلة بني تميم قائلا: نحي كل عام كبارا وصغارا رجالا ونساء في مثل هذا اليوم نرفع الرايات التي تحمل اسم القبيلة واللافتات الحسينية وجئنا لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام لنعلن ولائنا ونجدد البيعة والوفاء والطاعة الكاملة لسيد الشهداء الامام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام ومن هذا المكان الطاهر نؤكد للعالم ان الحسين يوحدنا، موضحا ان جميع القبائل في هذا العام شاركت في هذا العزاء المليوني ومن مختلف العشائر العراقية لاحياء واستذكار دفن الاجساد الطاهرة في ارض التضحية والفداء كربلاء الذي وقف فيها الامام الحسين عليه السلام ضد يزيد واعوانه واطلق مقولته الشهيرة (مثلي لايبايع مثله) وسوف نستمر في احياء هذه الشعيرة الخالدة انشاء الله تعالى. ويذكر ان عزاء قبيلة بني أسد العربية من الأعراف المتوارثة ونوع من تقليد مثل ثقافة حضارة امتدت بعد شهادة الحسين عليه السلام إلى يومنا هذا فقد ذكرت المصادر التاريخية انه في اليوم الثالث من شهادة الحسين وآله عليهم السلام حضر ، الطف يومها مجموعة من نساء بني أسد فرأين الجثث المقطعة والمتروكة بلا دفن ولا رؤوس في منظر رهيب ينبأ بأكبر فاجعة عرفتها البشرية عبر التأريخ. نساء بني أسد رجعن يستنهضن الرجال لواجب شرعي وإنساني يتمثل بدفن الجثث الطاهرة, فتوجه بني أسد حاملين أدوات الدفن معهم إلى حيث الواقعة وعندها وقفوا حيارى تجاه الأجساد التي لفحتها شمس كربلاء فلا يعرفون لمن هذه الجثة أو تلك فالرؤوس مقطعوه وغير موجودة في ذلك الوقت حضر الإمام زين العابدين عليه السلام وعرفهم بنفسه وطلب منهم أن يشاركوه في مواراة الجثث الطاهرة وهكذا فعلوا وشاركوا الإمام فكانت لهم هذه الميزة التاريخية. ومنذ ذلك الوقت اعتاد بني أسد وتعارفوا على الحضور عند قبر الحسين عليه السلام في يوم شهادته حاملين معهم ما حمل أجدادهم من أدوات الحفر والدفن. فقد كان هذا العزاء والى سنوات قريبة يمثل خروج هذه القبيلة التي تشرفت بدفن الامام وخدمة مرقده الشريف لقرون الا ان السنوات العشر الماضية شهد هذا العزاء مشاركة العشرات من قبائل الفرات الاوسط ليتوسع بالشكل الحالي.