المخيم الحسيني الشريف الذي يقع إلى الطرف الجنوبي الغربي من الحائر الحسيني الشريف، وهو مشهدٌ من معالم كربلاء الأثرية والأماكن المقدسة التي يتبرك بها الزوار، وقد سميت المنطقة التي يقع فيها على اسمه، بمحلة المخيم، واعتاد أهالي كربلاء منذ زمن طويل حيث يقوم عدد من المحبين والموالين بتصميم الخيم وخياطتها وتحضيرها ليوم العاشر من محرم الحرام يوم مقتل الإمام الحسين عليه السلام لغرض حرقها تشبيها باحداث يوم الطف،تقوم بها فرق التشابيه الحسينية... مسؤول فرقة حرق الخيام (رزاق عبد الكريم الميالي) تحدث قائلا : إن اقامة هذه الشعيرة توارثناها من ابائنا واجدادنا ولكن ازدادت أكثر بعد أحداث عام 2003 حيث بدأنا بإعادتها من خلال خياطة الخيم وتحضيرها قبل قدوم يوم العاشر من المحرم وفي هذا اليوم نقوم بنصبها قرب المخيم الحسيني والذي يبعد عن الصحن الامام الحسين عليه السلام 200 متر ،مضيفا نبدأ بنصب خيمة الحسين عليه السلام الكبيرة وبجوارها خيمة العباس وخيمة القاسم وخيمة السيدة زينب عليهما السلام وبعد صلاة الظهر مباشرة تاتي فرق التشابيه والمتمثلة بزي جيش عمر بن سعد لعنه الله وهم مجموعة من الخيالة حاملين معهم شعلة نارية ويرموها في وسط الخيم وحرقها في نفس المكان الذي تم فيه حرق خيام الإمام الحسين عليه السلام بشكل ظاهر للعيان وكأنه يوم الطف وجرأءة اعداء الله واهل البيت وفعلتهم الشنيعة بلا خوف ولا تردد. مبينا الميالي ان الهدف من اقامة هذه المراسيم هو اولا :- ايصال رسالة الى العالم بأنه هكذا كانت مصيبة الامام الحسين عليه السلام وكيف فعلوا اعداء الاسلام بأهل بيت الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم ، ثانيا :- هو الحفاظ على استمرارية ممارسة هذه الشعيرة الحية والتي لم تتغير ومن خلالها نعطي الحقيقة الناصعة الى العالم اجمع كيف كان الظلم من قبل يزيد واعوانه على اهل البيت عليهم السلام. ومن جهته قال (المؤرخ سعيد زميزم) توالت وجرت على المخيم المشرف عدة عمارات أنها عمارات مهمة وثقها تاريخ المخيم العمراني، ويستدل من خلال الوثائق التاريخية الموجودة عن بعض سادة كربلاء الى إن هذه البقعة المكرمة كانت تعرف قديماً بمقبرة المخيم زمن كانت تعرف بمحلة آل عيسى، وأصبح الناس فيما بعد يتبركون بها، وأجريت على المخيم الحسيني إصلاحات عديدة، وتمت عملية أعمار شاملة للمخيم بعد سقوط النظام البائد عام 1424هـ شملت إعادة بناء السور بصورة شاملة وتهديم القبة القديمة وبناء قبة كبيرة كسيت بالكاشي الكربلائي.. مشيرا الى ان موقع المخيم الحالي إنه الأقرب للواقع والصواب مستدلا بما أجمع عليه الباحثين والمؤرخين ممن دَون وكتبَ عن المخيم الحسيني، نافيا إدعاءات ووجهة أنظار المستشرقين حول عدم صحة موقع المخيم الحسيني حاليا، موعزا ذلك الى إن هؤلاء النخبة من المستشرقين أشاروا الى هذا الموضوع وفق ما تشتهي أنفسهم دون اعتمادهم على المستندات التي تثبت ما ادعوه..!