السبت ٢٣ تشرين الثاني ٢٠٢٤

سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه يؤكد على ان القوات المسلحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوعين وكذلك ابناء العشائر الكرام في المناطق الغربية ممن اخلصوا لبلدهم وشعبهم، قادرون – باذن الله تعالى- على صد هجمات داعش ويشدد على تنظيم عملية التطوع وتطبيق آليات صارمة في اختيار من يسمح لهم بالالتحاق بالقوات المسلحة .


تاريخ الاضافة:-2019-12-23 13:39:28 | عدد الزيارات: 1391

تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي دام عزه إمام الجمعة في كربلاء المقدسة في خطبته الثانية والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في(22/ذي الحجة/1435هـ الموافق 17/10/2014 م) الى الامور الاتية :- الأمر الاول : تستمر معركة العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم ضد عصابات داعش الاجرامية في مناطق مختلفة في العراق، وفي الفترة الاخيرة كان هناك تقدم في العديد من الجبهات كما حصل اخفاق في بعضها ولا سيما في محافظة الانبار.. وعقيب ذلك لوحظ ان بعض وسائل الاعلام اطلقت حملة حاولت من خلالها الايحاء للرأي العام العراقي باحتمالية سقوط بعض مدن العراق المهمة بأيدي هذه العصابات، وتعرض العاصمة الحبيبة بغداد للخطر. وهنا نود ان نؤكد على المواطنين جميعاً بأن يكونوا على حذر ووعي تام من الاهداف الحقيقية التي تقف خلف هذه الحملة الاعلامية ، واهمها هو إدخال الخوف والرعب في النفوس وإضعاف معنويات القوات المسلحة العراقية والمتطوعين وتوهين عزيمتهم وارادتهم على القتال بعد الانتصارات الملموسة التي حققوها في عدة مناطق. ان بعض الجهات التي كانت تخطط لتحقيق اهداف معينة من وراء سيطرة المجاميع التكفيرية على بعض مدن العراق قد اصيبت بالمفاجأة والصدمة بعد صدور نداء المرجعية الدينية العليا للمواطنين بالتطوع للقتال دفاعاً عن العراق ومقدساته والاستجابة الواسعة منهم لهذا النداء واندفاعهم بعزيمة لا تلين ونية خالصة للانخراط في القوات الامنية العراقية، حيث اثبتوا قدرتهم على صد هجمات العصابات التكفيرية وتحرير بعض المناطق وفك الحصار عن بعض المناطق الاخرى. اننا نؤكد على ان القوات المسلحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوعين وكذلك ابناء العشائر الكرام في المناطق الغربية ممن اخلصوا لبلدهم وشعبهم، قادرون – باذن الله تعالى- على صد هجمات داعش وحماية مدنهم واراضيهم من شرورها وطغيانها، وهنالك امثلة لمدن عراقية لم تكن تملك السلاح والعتاد الكافيين كامرلي والضلوعية – صمدت لأشهر عديدة امام هؤلاء المدججين بأفضل الاسلحة، بفعل ارادة القتال والصمود والتوكل على الله تعالى والثقة بالقدرات الوطنية للعراقيين وبنصر الله تعالى لهم. واننا نهيب بالعشائر العراقية الاصيلة – وبالخصوص في المناطق الغربية من العراق التي تتعرض منذ اشهر الى حملة شرسة من عصابات داعش- ان تعقد العزم وتتوكل على الله تعالى وتثق بقدراتها وقدرات الجيش العراقي في هزيمة هذه العصابات. ان التاريخ اثبت ان هذه العشائر كانت ضمانة اساسية لوحدة العراق وحماية شعبه ومقدساته.. ومن الخطأ ان يتصور البعض ان الحل يكون في الاعتماد بصورة اساسية على الغير لحماية البلد مما يتعرض له اليوم من المخاطر، وهذا لا يعني عدم استثمار مواقف طيبة لدول شقيقة وصديقة لدعم العراق في محنته الراهنة، ولكن لا يكون الاعتماد بالدرجة الاساس الا على العراقيين انفسهم. الأمر الثاني : سبق – ولمرات عديدة- ان اكدنا على اهمية ادامة الزخم الشعبي للمواطنين المتطوعين والحفاظ على ما ابدوه من روح معنوية عالية واندفاع خالص للدفاع والمشاركة في القتال لدحر اعداء العراق.. وهنا نشدد على الجهات المعنية الحكومية بأمرين .. اولا ً : تنظيم عملية التطوع وتطبيق آليات صارمة في اختيار من يسمح لهم بالالتحاق بالقوات المسلحة والحضور في جبهات القتال، لاستبعاد القليل من العناصر غير المنضبطة التي تسيء بتصرفاتها غير المسؤولة الى سمعة المتطوعين. ثانيا ً : تقديم الدعم المالي للمتطوعين – الذين لا يملك اكثرهم مصدرا ثابتا لمعاشه- وتوفير ما يحتاجون اليه من السلاح والعتاد. ان واجب الحكومة ان تحقق مستلزمات صمود هؤلاء الابطال ونصرهم في معركتهم مع الارهاب.. ولكن – في نفس الوقت- فإننا نهيب بهؤلاء الاعزة ان لا يكون ما يعانونه من نقص في الدعم والاسناد مدعاة للتراجع والاحباط فان الله تعالى قدّر لعباده ان يبتليهم ويختبرهم في مدى صبرهم وتحملهم وصمودهم في مواجهة الاعداء وهذه سنة الله تعالى جرت في الامم الماضية ممن ابتلوا.. فعليهم ان يتحلوا بالصبر والتحمل والصمود والثقة بأن الله تعالى سيؤيدهم بنصره ويفرج عن هذا الشعب قريباً – ان شاء الله تعالى- وانه قد اعد لهم من الاجر والثواب ما يتمنون معه الثبات والصمود مهما طالت المعركة وعظمت مصاعبها. ونهيب بالمواطنين الذي منّ الله عليهم بالقدرة والمُكنة ان ينفقوا مما آتاهم الله تعالى في سبيل حماية العراق ومقدساته من خلال دعم المتطوعين وفق الضوابط والآليات القانونية، لئلا يصيب هذا الزخم الشعبي أي فتور او تراجع فيصيب الجميع بالخسارة – لا سمح الله تعالى- .