الإثنين ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤

من مشاهد الأربعين (محطة أربعينية)..


تاريخ الاضافة:-2020-10-08 12:32:44 | عدد الزيارات: 1528


علي الخفاجي.
مشهد الأربعين، بما يحملُ من معانٍ إنسانيةٍ رائعةٍ، تستوقفك فيه محطات، تجعلك تتأمل فيها لترى ألواناً من الفنون التي تجسد ملحمة الطف أو جانباً منها، وهي تقرب لك الماضي، وتجعله حاضراً في مُخيِّلتك.
تصورنا لأول وهلة أنها محطة تقدم الخدمة للزائرين، كبقية المحطات، ولكن كانت أشبه بالمؤسسة التي تشتملُ على عدة جوانب ونشاطات.
(موكب الإمام الصادق عليه السلام الخدمي)من بغداد، وكما حدثنا عنه الكفيل(الشيخ حيدر كاظم محمد)يُقيم المجالس الحسينية لإحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام، لأكثر من ثلاث عشرة سنة، ويتمُّ فيه تقديم الخدمة للزائرين، ابتداءً من الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام حتى الحادي والعشرين من شهر صفر.
أما عن(هيئة السَّبي)التي تشارك في كلّ عام في الثاني من شهر محرم، فهي تجسد مصيبة السَّبي، حيث يدخل الضعن بكامله إلى الصحن الحسيني الشريف، وينتهي بصحن أبي الفضل العباس عليه السلام، وفي أيام الأربعينية يتمُّ تقديم الخدمات للزائرين ليلاً ونهاراً، ولثلاث وجبات، تتخللها وجبات خفيفة، بالإضافة إلى إيواء الزائرين.
عرفنا من خلال حديثنا مع القائمين على هذا الموكب أنَّ التصميم الذي يرمز للهيئة لم يكن جهداً فردياً، بل كان بالتعاون مع الآخرين؛ خصوصاً ما تمَّ جمعه من مقتنيات تراثية، تعبقُ بنكهة الماضي، أكثرها صنع من الطبيعة، وقد تميزت بالبساطة مع الإتقان، ذلك يجعلك تتمنى أن تعيش ذلك الماضي، ولو ليوم واحد، لولا أنَّ فاجعة عاشوراء تنغِّصُ عليك أمنيتك، حيث تتذكر ما جرى على أهل بيت النبوة من ظلم وانتهاك؛ منها مسيرة السَّبي في الصحاري والقفار، لا لشيءٍ إلا ليُرضي الجلاّدون أسيادهم ويلبُّون إرادتهم بالسمع والطاعة حتى لو كان قتل أهل(المودة في القربى)..

متابعة:كرار المحنا
مراسل:عبد الله الشيباوي
تصوير:علي السلامي.