السيد عبد الله شبر
هوالسيد عبد الله بن السيد محمد رضا شبّر الحسيني النجفي المولد الكاظمي المدفن، ولد في انجف الاشرف وتوفي في الكاظمية المقدسة في سنة 1188)هـ - 1242 هـ) الموافق (1775م ـ 1829 م) فهومن علماء الإمامية البارزين في القرن الثالث عشر، كان محدثاً موثقاً، وكاتباً كثير التأليف، كما كان مفسراً ومن علماء الأخلاق، ولكثرة مؤلفاته اشتهر بالمجلسي الثاني. أشاد العلماء عليه، وتحدثوا عن مكانته الرفيعة وشخصيته العلمية.
توفي في الكاظمية سنة 1242 هـ، ودفن مع والده في حجرة من حرم الكاظمين (ع).
ولادته:
ولد السيد عبد الله شبر سنة 1188 هـ. في النجف الأشرف، وانتقل مع والده السيد محمد رضا إلى الكاظمية، وبقي هناك حتى وفاته منكباً على التأليف مشغولاً بالتدريس.[1]
إسرته:
آل شبر أسرة علوية يتصل نسبها بالإمام زين العابدين (ع)« وهي من أسر العراق العلمية المشهورة. ذكرها الشيخ جعفر آل محبوبة في كتابه "الأسر العلوية"، ويقول: كان مقرها الأصلي الحلة الفيحاء، وهم ولد الحسن المعروف بـ "شبر" ابن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة، وكل شبري حسيني، وأسرة السيد عبد الله أشهر الأسر الحسينية الشبرية، وهي أسرة علمية أدبية، وأشهر من نبع فيها هو السيد عبد الله شبر.[2]
وأبوه السيد محمد رضا شبر له مكانة بين أهالي الكاظمية وهو صاحب صلاة الاستقساء حيث أمطرت السماء بابتهاله ودعاءه في تلك السنة المجدبة. [3]
أخلاقه:
كان يواظب على كثير من الطاعات كزيارة الأئمة (ع) والإخوان والنوافل وقضاء الحوائج والقضاء والفتوى إلى غير ذلك، ولم يصرف لحظة من عمره إلا في اكتساب فضيلة.[4]
وقد نشأ على التقوى و الصلاح و حبّ العلم و الفضيلة منذ صغره، فقد عرف عنه أنه دعاه والده و هو بعد في ريعان شبابه و قال له: لا أحل لك أن تتناول مما أنفقه عليك ما لم تجتهد في الدرس و التدريس، و تنفق أوقاتك في سبيل ذلك حتى اليوم الواحد، فكانت هذه الكلمة لا تفارق المترجم له حتى إنه شوهد و هو بين أترابه في مدرسته يبيع محبرته، و لمّا سئل عن ذلك قال: إني شغلت هذا اليوم بعارض صحي لم يمكنني معه من مواصلة دروسي فلم أجد ما يسوّغ لي أن أتناول من بيت أبي شيئاً.
كراماته:
يقول السيد عبد الله شبر عن كثرة مؤلّفاته: إن كثرة مؤلفاتي من توجه الامام الهمام موسى بن جعفر " عليه السلام "، فإنّى رأيته في المنام، فأعطاني قلماً، وقال: اكتب. فمن ذلك الوقت وفقت لذلك، فكل ما برز مني، فمن بركة هذا القلم.[5] وفي خبر آخر يتكلم السيد عبد الله عن سرعة تصنيفه، ويقول: وأمّا سرعة التصنيف فإني قد رأيت الإمام الحسين (ع) في عالم الرؤيا فقال لي:
اُكتُب وَ صَنّف فَاِنّهُ لا يجفُ قلمُك حتّى تَموت! [6]
مواصفاته:
كان السيد عبد الله متوسط القامة، ممتلىء الجسم، مضيء الوجه كأنه القمر، بهي المنظر، و كل من سمع عذوبة لفظه لم تسمح نفسه بمفارقته. [7]
أولاده:
له من أولاد سته ذكور، هما:
· السيد حسين شبر
· السيد حسن شبر توفي سنة 1246 هـ وهي سنة الطاعون.
· السيد محمد شبر توفي ودفن في كربلاء سنة 1252 هـ.
· السيد جعفرشبر . له كتاب في شرح شرائع الإسلام في أربع مجلدات
· السيد موسى شبر توفي في أوائل بلوغه سنة الطاعون.
· السيد محمد جواد شبر توفي في سنة الطاعون مع أخوته سنة الطاعون.[8]
وفاته ومدفنه:
كانت وفاته في الكاظمية سنة 1242 هـ. وأقام زعيم الحوزة العلمية انذاك اية الله العظمى الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر مجلس عزاء على روحه، وكذا أقيمت مجالس أخرى في كربلاء والحلة وسائر مدن إيران، وأرخ سنة وفاته الشيخ السماوي بأبيات من الشعر. [9]
دفن مع والده في الحجرة الشرقية الواقعة في رواق الإمامين الكاظمين (ع)، وكان عمره حين الوفاة 54 سنة. [10]
أساتذته:
درس عند والده السيد محمد رضا شبّر الذي حضر عنده في مدينة الكاظمين وعند السيد محسن الأعرجي، ويروي بالإجازة عنه وعن الشيخ جعفر والشيخ أحمد زين الدين الأحسائي.[11]
تلامذته:
· الشيخ إسماعيل والشيخ مهدي ابنا الشيخ أسد الله الشوشتري
· الملا محمد علي التبريزي والملا محمود الخوئي (من غير العرب)[12]
مؤلفاته
اشتهر بالمجلسي الثاني؛ لأنه كان فقيه متبحر وخبير وعالم رباني.[13] كان سريع الكتابة والتصنيف. كتب في آخر بعض مصنفاته: شرعت فيها عند العشاء وتمت عند نصف الليل. وجاوزت مؤلفاته على الاثنين والخمسين مؤلفاً.[14]
· جامع المعارف و الأحكام. (20 مجلداً)
· مصباح الظلام. (8 مجلد)
· المصباح الساطع. (6مجلد)
· صفوة التفاسير. (4 مجلد)
· الجوهر الثمين في تفسير القرآن المبين. (مجلدان)
· روضة العابدين. (مجلدان)
· مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار. (مجلدان)
· البرهان المبين في فتح أبواب علوم الأئمه المعصومين.
· جامع المقال في معرفه الرواة و الرجال.
· حق اليقين في معرفه أصول الدين.
· الدرر المنثورة و المواعظ المأثورة عن الله تعالي و النبي و الأئمه الطاهرين و الحكماء.
· الأخلاق.
· الأنوار اللامعة في شرح الجامعة .
· مهيج الأحزان.
اهم من ذكره من علماء التراجم:
الشيخ عبد النبي الكاظمي في كتابه تكملة الرجال: السيد عبد الله حاز جميع العلوم الشرعية، وصنّف في أكثر العلوم من التفسير، والفقه، واللغة، والحديث، والأخلاق، والأصولين وغيرهما، ولم يوجد أحد قط مثله في سرعة التصنيف وجودة التأليف، مع مواظبته على كثير من الطاعات كزيارة الائمة والأخوان والنوافل وقضاء الحوائج إلى غير ذلك.[15]
الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب: الفاضل النبيل والمحدث الجليل والفقيه المتبحر الخبير العالم الربانى المشتهر في عصره بالمجلسي الثاني صاحب شرح المفاتيح في مجلدات وكتاب جامع المعارف والأحكام في الأخبار شبه بحار الأنوار وكتب كثيرة في التفسير والحديث والفقه وأصول الدين وغيرها.[16]
السيد محسن الأمين في الأعيان: هو المحدث المؤلف المكثر وصفه صاحب دار السلام بالعالم المؤيد والسيد السند والركن المعتمد، وآل شبر من أسر العراق العلمية المشهورة.[17]
يقول الدكتور حامد حنفي داود أستاذ كرسي الأدب في كلّية الألسن العليا بالقاهرة في مقدمة تفسير السيد: ولصاحب هذا التفسير مؤلفات عديدة ضخمة .... بحيث لو قسمت أجزاؤها على سني حياته التي لم تتجاوز أربعة وخمسين عاماً لكانت تبلغ نحو كراسة عن كلّ يوم؛ ولذلك لقّبه أهل عصره بالمجلسي الثاني.[18]
الهوامش:
· الأمين، أعيان الشيعة، ج 8، ص 82.
· ينظر: شبر، مصابيح الأنوار، مقدمة الكتاب.
· ينظر: شبر، الأخلاق، مقدمة الكتاب.
· الأمين، الأعيان، ج8، ص82.
· القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص352.
· شبر، الأخلاق، مقدمة الكتاب. شبر، الاخلاق، مقدمة الكتاب.
· شبر، الأخلاق، مقدمة الكتاب.
· شبر، مصابيح الأنوار، مقدمة الكتاب.
· شبر، مصابيح الأنوار، مقدمة الكتاب.
· الأمين، أعيان الشيعة، ج8، ص82.
· الأمين، أعيان الشيعة، ج8، ص82 و83.
· القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص352.
· الأمين، أعيان الشيعة، ج8، ص83.
· شبر، مصابيح الأنوار، مقدمة الكتاب نقلاً عن تكملة الرجال للكاظمي.
· القمي، الكنى والألقاب، ج2، ص352.
· أعيان الشيعة، ج8، ص82.
· شبر، تفسير القرآن الكريم، مقدمة الكتاب.
المصادر والمراجع:
· الأمين، محسن، أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، 1421 هـ.
· شبر، عبد الله، مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار، تحقيق: السيد علي شبر، بيروت، مؤسسة النور للمطبوعات، ط 2، 1987 م.
· شبر، عبد الله، تفسير القرآن الكريم، تحقيق: الدكتور حامد حفني، القاهرة، مطبوعات النجاح، 1966 م.
· القمي، عباس، الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، د.ت.
إعداد
حسين ال جعفر الحسيني