الُمحّدثْ النجاشي
أحمد بن علي النجاشي، المعروف بـالنجاشي وابن الكوفي، (372 -450 أو 463 هـ) من أبرز علماء الإمامية في علم الرجال. عاش في أواخر القرن الرابع والنصف الأوّل من القرن الخامس، صاحب كتاب فهرس أسماء مصنّفي الشيعة المعروف برجال النجاشي الذي يعدّ في طليعة الكتب الرجالية الشيعية.
ولادته ونسبه و كنيته
هو أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن عباس النجاشي الأسدي، لم تتعرض كتب الرجال والتاريخ للحديث إلى مكان ولادته سوى ما قيل من أنّه ولد في شهر صفر عام 372 هـ .[1] نعته البعض بـالبغدادي وآخرون بابن الكوفي.[2]
وقد أنهى النجاشي سلسلة نسبه إلى عدنان الجدّ العشرين للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).[3] وجدّه -كما قال هو- عبد الله النجاشي الذي وُلِّي الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يسأله، وكتب الإمام إليه الرسالة المعروفة بـ«الرسالة الأهوازية».[4]
يُكنى النجاشي بأبي الحسين تارة وبأبي العباس تارة أخرى.
دراسته
تتلمذ النجاشي في السنين الأولى من حياته على يد والده علي بن أحمد بن عباس النجاشي، وما أن بلغ الثالثة عشرة من عمره حتى خاض غمار علم الحديث وقراءة القرآن في مسجد اللؤلؤي كما أشار هو إلى ذلك حينما قال: «كنت أتردد إلى المسجد المعروف ب (مسجد اللؤلؤي) وهو مسجد (نفطويه) النحوي، أقرأ القرآن على صاحب المسجد وجماعة من أصحابنا يقرؤون (كتاب الكافي) على أبي الحسين أحمد بن أحمد الكوفي».[5]
أسفاره
أمضى أحمد بن علي النجاشي جلّ عمره في بغداد ولم يخرج منها إلا في سفرات محدودة يغلب عليها السفر صوب زيارة العتبات المقدسة.
ومن جملة تلك الأسفار السفر إلى النجف الأشرف والتي جاور خلالها أمير المؤمنين فترة، وسفره إلى سامراء وزيارة الإمامين العسكريين بالإضافة إلى سفرة إلى كلّ من مكة المكرمة ومدينة البصرة، ومنها رجوعه بين الحين والآخر إلى موطنة الأصلي الكوفة حيث سمع الحديث هناك وأجيز به أو أجازه لغيره.[6]
كلمات الأعلام في حقه:
نقل الشيخ محمد باقر الخونساري عن الشيخ عبد النبي الجزائري في كتاب الحاوي أنه قال: «النجاشي رجل جليل القدر وعالم عظيم الشأن في ضبط أحوال الرجال ولضبطه ودقته وتبحّره يرجع المتأخرون عنه إلى جرحه وتعديله»[7]
وقال المحدث القمي: «الشيخ الثقة الثبت الجليل، النقّاد البصير، والمضطلع الخبير. كان رحمه الله صاحب كتاب الرجال المعروف الدائر الذي اتّكل عليه كافة العلماء الإمامية قدس الله أرواحهم المرموز بـ(جش). وكان رحمه الله من أعظم أركان الجرح والتعديل، وأعلم علماء هذا السبيل وهو الرجل كلّ الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من عداه».[8]
ضبطه ووثاقته في نقل الحديث:
من المسائل التي لفتت انتباه الباحثين حول شخصية النجاشي اقتصاره على نقل الحديث عن الثقاة والمعتبرين من الرواة، وكان يحجم عن نقل الحديث عن الضعفاء أو المتّهمين بالضعف والمطعونين مع توفرها لديه كما أشار إلى ذلك في أكثر من موضع من كتاب. بل كان لا يسمع الحديث عن الضعیف فضلاً عن تسجيله مما أضفى على رواياته قيمة أكبر في الأوساط العلمية.(بحاجة إلى مصدر)
مشايخه وأساتذته:
تتلمذ النجاشي على كبار الأعلام وأساطين الفن كـالشيخ المفيد و الشيخ الصدوق والسيد المرتضى وأخيه الرضي و ابن الغضائري . وذكر البعض أن النجاشي تتلمذ على يد كل من الأعلام:
آثاره ومصنفاته:
وفاته:
توفي النجاشي سنة 450 هـ في منطقة مطر آباد أو مطير آباد بالقرب من سامراء. وكان العلامة الحلي (المتوفى 726 هـ) أوّلَ من سجّل تاريخ ومكان وفاته في كتابه خلاصة الأقوال.
وقد ردّ السيد شبير الزنجاني على ما سجله العلامة الحلّي مستدلا عليه: بأنّ النجاشي قد ذكر في ترجمته لأبي يعلى محمد بن حسن بن حمزة الجعفري أنّه توفي في رمضان سنة 463 هـ مما يعني أنّ النجاشي بقي حيّا إلى ما بعد هذا التاريخ ومن المستحيل أن يكون قد توفي في سنة 450 هـ .[14]
الهوامش:
المصادر والمراجع: